أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - كيف يفكر المؤمن ؟















المزيد.....

كيف يفكر المؤمن ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنبدأ معكم من حيث انتهينا في المقالة السابقة ...
كيف يفكر المؤمن ؟
هو الذي يفكر بأن هناك خالق ذكي ...
الذي بالإضافة لخلقه الكون وما فيه ...
يُشرف على ما يحصل ويتدخل في أحداث خلقه بالأساس ...
في العديد من الأنظمة الإلوهية ...
الإله يتدخل بشكل حميمي في أمور البشر ...
يستجيب للصلوات ...
يغفر ويعاقب ...
يتدخل في العالم بأعاجيب ...
يحكم على سوء وحسن الأفعال ...
يعلم متى نفعلهم .. وكذلك متى نفكر بفعلهم أيضاً ...
الألوهي يؤمن بالخالق ...
ولكن نشاطاته كانت بحدود صناعة وضبط قوانين الكون وصياغتها ...
إلهه لا يتدخل بعد ذلك في شيء ...
وبالتأكيد ليس لديه أي اهتمام بأمور الإنسان ...
من هم الخلوقيين ؟
الخلوقيين لا يؤمنون بالإله الغيبي بأي شكل ...
يستعملون كلمة الله للدلالة على الطبيعة أو الكون ...
أو الأحكام والقوانين التي تعملان بها ...
ما هو الفرق بينهم وبين المؤمنين ؟
إلههم لا يستجيب للصلوات ...
ليس له اهتمام بذنوبهم أو اعترافاتهم ...
لا يقرأ الأفكار ...
و لا يتدخل بمعجزاته النزوية ...
بينما يختلف الإلهي عن الخلوقي ..
بأن إله الألوهي هو نوع من الوجود الكوني الذكي ...
الخلوقيين من مشتقات الملحدين ...
والإلهيين نوع مخفف من المؤمنين ...
أينشتاين أيضاً خلوقي وليس الوهياً ...
عنده الإله خفي ولكن ليس خبيثاً ...
الإله لا يلعب النرد ...
هل كان لله خيار في خلق الكون ؟
أينشتاين استعمل كلمة الله بشكل مجازي ورمزي ...
وهكذا فعل ستيفن هوكينج والكثيرين من الفيزيائيين ...
الذين عبروا بلغة الدين المجازية ...
ما هو دين أينشتاين ؟
هو ما قاله بنفسه :
الأحساس بأن خلف ما نعرفه ونحس به يوجد شيء لا نستطيع إدراكه ...
وهذا الشيء يمسنا بجماله وسموه بطريقة غير مباشرة ....
وبشكل يكاد يكون غير محسوس ...
هذا شعور ديني ...
وأنا بهذا المعنى متدين ...
إن الدين يعني للغالبية المطلقة الدين الغيبي ...
قال كارل ساغان :
لو عنينا بكلمة الإله مجموعة القوانين التي تحكم الكون فهذا الإله موجود بالتأكيد ..
ولكنه إله غير مرضي عاطفياً ..
لأنه من غير المنطقي أن تصلي وتطلب غفران الخطايا من قانون الجاذبية ...
احترام غير مستحق :
من المسلمات التي يقبل بها الجميع تقريباً في مجتمعنا الإنساني والغير متدينون أيضاَ ...
بأن الإيمان الديني هو فكرة هشة وضعيفة أمام النقد ...
ويجب إحاطتها بجدار سميك من الاحترام ...
ونوع الاحترام هذا يختلف عن أي مثيل له في أي موضوع أخر ...
لقد عبر دوغلاس أدام عن ذلك بدقة :
هناك أفكار في قالب الدين تسمى المقدسة أو ما شابه ...
هل يحق لنا أن نتحدث عن المقدس أو نقده ؟
يقول صاحب كتاب وهم الإله :
عندما نصل للتساؤل عن أصل الكون ؟
عن من خلقه ؟
يقولون ... لا ... هذا مقدس ...
لقد اعتدنا عدم مناقشة الأفكار الدينية ...
ولكن من المدهش أن نرى كمية الغضب التي سببها ( الكاتب ) عندما ناقش الموضوع ...
الكل أصبح مسعوراً تجاهه ...
لأنك لا تستطيع قول هذه الأشياء ...
ولكن لو نظرت للموضوع بتعقل فلن ترى من سبب يمنع أفكار كهذه من أن تكون موضوعاً للنقاش العام ...
مثال عن غرور المجتمعات باحترام الدين ...
التدين هو الطريق الأسهل للحصول على الإعفاء من الخدمة للمستنكفين ..
في زمن الحرب بدون شك ...
بإمكانك أن تكون فيلسوفاً لامعاً بأطروحة دكتوراه نالت العديد من الجوائز تشرح فيها شرور الحرب ...
وعلى الرغم من ذلك ستواجه وقتاً عصيباً من لجنة الخدمة الإلزامية عند تقديم طلبك للاستنكاف .
ولكن لو قلت بأن أحد أو كلا أبويك ينتميان لجمعية الكواكريين ( جمعية مسيحية مناهضة للعنف أنشئت في القرن السابع عشر ) ..
لأعفيت على الفور ...
ولن يكون هنالك أي اعتبار لعدم كفاءتك أو معرفتك بحجج الدفاع السلبي ..
و لا حتى بنظرية الكواركيين نفسها ...
وعلى النقيض من ذلك هناك تردد جبان من وسم فصائل متقاتلة بأسماء دينية ...
في شمال ايرلندا يسمون الكاثوليكيين والبروتستانتيين ب ( القوميين – الموالين ) .
تم تنقيح كلمة – دين – بشكل ما لتعني ( المجموعة ) ...
كما هو الحال في كل الحروب الداخلية ...
الأخلاق في الأوساط الإعلامية والحكومية :
عند نشوء أي خلاف على موضوع له علاقة بأخلاقيات الجنس أو الإنجاب ...
فإنه من المؤكد أن قادة فصائل دينية من مختلف الاتجاهات سيكونون أحد الأطراف في لجنة النظر في هذا الخلاف ...
أنا لا أقترح هنا أن نكمم أفواه هؤلاء ...
ولكن أسأل لماذا يطرق مجتمعنا باب هؤلاء ؟
ويعتبر أن لديهم الخبرة في مواضيع كهذه ؟
بل ويضع أرائهم جنباً إلى جنب مع أراء فلاسفة ومحامين وأطباء ...
سوف نورد لكم مثالاً على الدعم الذي يلقاه الدين :
في 21 شباط 2006 ..
في المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية صدر الحكم باستثناء أعضاء الكنيسة في نيو مكسيكو من قانون يسري على الآخرين جميعاً ...
ضد تناول عقار للهلوسة ...
أعضاء هيئة / أسبريتا بييفسينته / ...
أو / نياو دو فيجيتال / ...
يعتقدون بأنهم يفهموا الله فقط عندما يتناولون نوعاً من شاي الهواسكا ...
والذي يحتوي على عقار الهلوسة الغير قانوني والممنوع استخدامه والمسمى / ديميثيلتر يبتامين /
لنلاحظ بأنه من الكافي أن يعتقدوا بان المخدر يؤدي لتحسين تفهمهم وليس عليهم أن يقدموا أية أدلة على ذلك ...
على العكس من ذلك هنالك العديد من الإثباتات على أن الحشيش يخفف من الآم ومعاناة المصابين بالسرطان الخاضعين للمعالجة الكيماوية ...
ولكن المحكمة حكمت بأن كل الذين يستعملون الحشيش لأغراض صحية معرضون للاتهام والملاحقة الحكومية ...
هل رأيتم ؟ الدين كالعادة هو الفائز ؟؟؟؟
أخيراً ... سوف نلقي المزيد من الضوء على المغالاة من قبل المجتمع في احترام الدين.
قضية أحدثت ضجة في عام 2006 ...
قضية سخيفة تأرجحت بين الكوميديا والتراجيديا ...
في أيلول 2005 .. أصدرت صحيفة جيلياند بوسطون 12 رسماً كاريكاتوريا يصورون به النبي محمد ...
وخلال الثلاثة أشهر التالية وبطريقة مدروسة بدقة ...
تم دس النقمة والامتعاض عبر العالم الإسلامي من قبل مجموعة صغيرة من المسلمين الذين يعيشون في الدانمرك ...
وبقيادة إمامين أثنين كانوا قد منحوا حق اللجوء فيها ...
في نهاية 2005 سافر هذان المنفيان الحقودان من الدانمرك إلى مصر ومعهم مصنف طبع ووزع من هناك لكل العالم الإسلامي ...
من ضمنه أند ونسيا لأهميتها ...
المصنف تضمن معلومات باطلة عن المعاملة السيئة التي يلقاها المسلمون في الدانمرك .
والكذبة المتحيزة والتي تقول بأن الصحيفة هي صحيفة حكومية ..
ويتضمن أيضاً الرسوم الأثني عشر والتي أرفقها الأئمة بثلاث صور أخرى ...
غير معروفة الأصل ولكن بدون شك ليست لها أية صلة بالدانمرك ..
هذه الرسوم الثلاثة كانت بحق أكثر هجومية من الرسوم الأخرى ...
أو بالأحرى ستكون أكثر هجومية لو كان القصد فيها محمد كما ادعى دعاتنا المتحمسون ..
إحدى هذه الصور وأكثرها هجومية لم تكن رسم كارتوني على الإطلاق بل كانت صفحة مرسلة بالفاكس فيها صورة رجل ملتحي يلبس انف خنزير مزيف مربوط بمطاطية ..
وبالنتيجة وبعد التحريات كانت هذه الصورة مأخوذة من الأسوشتيد بريس وهي عبارة عن صورة رجل فرنسي يشترك في مسابقة محلية لتقليد صوت الخنزير في إحدى معارض القرى في فرنسا .
وليس لتلك الصورة علاقة بالنبي محمد ...
أو حتى بالإسلام على الإطلاق ..
وبالتأكيد لا علاقة لها بالدانمرك أيضاً ....
ولكن هؤلاء المسلمون المتحمسون رتبوا كل شيء لرحلتهم المصنعة للقاهرة مع معرفة مسبقة بالنتيجة ...
والجميع يعلم ماذا حدث ؟
التظاهرات – الصيحات الهستيرية – المطالبة بالاعتذار ...
علماً بأن حكومة الدانمرك لا علاقة لها بالموضوع فهي لن ترسم الكارتون أو نشرته ..
الشعب الدانمركي يعيش في ظل حرية كاملة للصحافة ...
وهذا بحد ذاته صعب الاستيعاب بشكل كبير للكثيرين ممن يعيشون في البلاد الإسلامية ..
تم تخريب سفارات – وقنصليات – وقوطعت البضائع الدانمركية – وتعرضوا للتهديدات ..
تم حرق كنائس في الباكستان ليس لها أي علاقة ...
قال جرمان غرير :
ما يحبه هؤلاء ويجيدون فعله حقيقة هو إثارة الضوضاء فقط ...
الكثيرين لا حظوا التباين بين الادعاء الهستيري بجرح الشعور الذي صرح به المسلمون والجاهزية والسرعة التي اهتمت بها أجهزة الإعلام العربية بنشر صور معادية لليهودية .
في إحدى المظاهرات في باكستان حملت امرأة ترتدي البرقع لافتة مكتوب عليها :
ليبارك الله هتلر ...
ما هو هذا السر في الامتيازات الغير منطقية المعطاة للدين في ما نسميه مجتمعاتنا العلمانية ؟
ختاماً :
يقول صاحب كتاب وهم الإله :
لن أحاول ألأهانة ولكن في نفس الوقت لن أعطي اعتبارات للدين لا أعطيها لأي موضوع أخر.
ولن أعامل الدين بطريقة مختلفة عن معاملتي لأي شيء أخر ...
( انتهت مقتطفات الفصل الأول من كتاب وهم الإله ) ...
ألقاكم في الفصل الثالث بعد انتهاء الأستاذ رعد الحافظ من الجزء الثاني ...



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟
- غير مؤمن بعمق ...
- من أين يبدأ الإصلاح ؟ رسالة من سيدة قارئة ...
- الإصلاح الديني ... هديتي إليها مع التقدير ...
- عام في الحوار ...
- العلمانية من منظور الدكتور مراد وهبة ...
- لماذا يتفوق علينا اليهود ؟
- هل هذه تعليقات أم ...... ؟
- مقال غير صالح للنشر ...
- النرويج والدول العربية في تقرير التنمية البشرية ...
- نحو مجتمع مدني أفضل ...
- التطرف سببه التخلف ...
- ملحق لمقالة - هل تتعارض النصوص مع الإبداع - أبن سينا نموذجاً ...
- هل تتعارض النصوص مع الإبداع أم لا ... ؟
- هل يعتبر الدين الإسلامي محركاً لعملية التغير الاجتماعي ؟
- دردشة ...
- رباعيات مختارة - إلى صلاح وإبراهيم وسيمون مع التحية ...
- العلمانية بالفتحة أم بالكسرة ؟
- الإسلام - الديمقراطية - العلمانية ..
- أسئلة حول الدين الإسلامي ؟


المزيد.....




- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...
- مطبوعة عليها يد النبي محمد.. جدل على مواقع التواصل بشأن وثيق ...
- ألمانيا: مظاهرة لمجموعة متطرفة طالبت بـ-تطبيق الشريعة وإقامة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - كيف يفكر المؤمن ؟